ملخص كتاب قوانين الكاريزما
"كيرت دبليو. مورتينس"
في الحياة وبينما تحاول خدمة الآخرين أو قيادتهم أو التأثير عليهم لفعل أمور ستساعدهم على تطوير وتحسين ذواتهم، أو تغيير حياتهم، فإنك تتعرض للهجوم، أو الإنتقاد، أو حتى اللدغ، فما الذي يجري؟ وما الذي يسير بشكل خطأ؟ ولماذا يرفض الآخرون أحياناً المعونة منك؟ لماذا يعترضون على قيادتك أو يرفضون التأثر بك؟ إنك تضع اهتماماتهم فى اعتبارك. ونحن ندرك أن رفضهم يسبب الأذى لهم أكثر مما يسببه لك. ونقول إن ذلك خطؤهم، وينبغى أن يكونوا أكثر ذكاء _ ولكن الخطأ هو خطؤنا نحن.
فكيف تدفع الآخرين إلى الرغبة في فعل ما تريد منهم فعله والتحسس لفعله؟ هيا بنا نستكشف ونتقن معاً قوة الكاريزما، والقيادة، والتأثير.
قوة الكاريزما، مفتاح أعظم النجاحات
هل سبق أن لاحظت أن بعض الناس يتمتعون بالقدرة على جذب انتباه الآخرين، وتحفيزهم، والتأثير عليهم دون جهد يذكر؟ فيحبهم الآخرون على الفور ويرغبون فى البقاء قريبين منهم. ومن الممكن أن يدخل بعض الناس أية قاعة ويلاحظ كل من فيها دخولهم. وهم دائماً ما يحصلون على ما يريدون أن يمنحوهم إياه. فكيف لهم بكل هذا الإنتباه والتأثير الفوري من قبل كل من يقابلونه؟
تلك هى قوة الكاريزما، فالكاريزما مهارة تحفيزية وحياتية حيوية لا بد للمرء من إتقانها إن أراد أن يتمكن من التأثير في الآخرين.
تعريف الكاريزما:
حين نسمع كلمة "كاريزما" لا نكون متأكدين دائماً مما تعنيه، فما هى الكاريزما بالضبط؟ من الممكن أن تكون صفة غامضة بعض الشئ. فهى لا تعنى الحزم أو الحماس، وهى كذلك لا تعنى الحضور الشخصى أو ما يسمى بالشخصية العامة، ورغم ذلك فإن هذه الصفات جميعاً تبدو جزءاً من باقة الكاريزما بدرجة أو بأخرى.
وتنحدر كلمة "كاريزما" من الاسم اليونانى "كاريس" وهو الرمز المطلق للجمال والخير. فكيف يعرف الآخرون الكاريزما؟
هى صفة شخصية نادرة يتمتع بها القادة الذين يستطيعون إثارة الحماسة والولاء الشعبيين(قاموس التراث الأمريكي)
الكاريزما هى القدرة على التأثير في الآخرين إيجابياً من خلال التواصل معهم ماديًّا، وعاطفيًّا، وفكريًّا. (الدكتور "تونى أليساندرا")
الكاريزما هى طاقة نابعة من القلب، وإذا لم يكن لدى المتحدث مشاعر، فلن ينتقل منه أي شئ للآخرين. وتحدث الكاريزما حين تنتقل مشاعر المتحدث فى أنقى صورها إلى من يحدِّثهم. وهى ليست شعوراً مقََّنَّعًا، ولكنها شعور بحت. والكاريزما هى عبور طاقاتنا النقية، وشغفنا النقى إلى الآخرين. ("جيرى سبينس")
فهل الكاريزما شئ جيد أم سيئ؟ هل الجاذبية الأرضية شئ جيد أم سيئ؟ إن الكاريزما تماماً كالجاذبية، شئ محايد. فعلى حسب استخدامك للقوة التى لديك، يكون تصنيفك إن كنت خيِّرًا أم شريرًا، وقد يقول البعض بأن "أدولف هتلر" و "تشارلز مانسون" و "بينيتو موسيلينى" كانوا يملكون الكاريزما، وربما كانوا يملكون بعضاً من أدواتها فقط. فى معظم الأحيان، يكون لدى الناس بعض من مهارات الكاريزما ويستخدمونها بطريقة غير أخلاقية، وبإمكانك أن تعدد المزيد من النماذج لأشخاص فى التاريخ وفى حياتك الخاصة امتلكوا الكاريزما واستخدموها على نحو أخلاقى نبيل. فما الفارق إذن؟
هيا بنا نضع قائمة بالاختلاف بين الاستخدامات الأخلاقية وغير الأخلاقية لقوة الكاريزما:
أخلاقى غير أخلاقية
خدمة الآخرين إستغلال الآخرين
تكوين علاقة مربحة للجميع استخدامها للمصالح الذاتية
بها أخلاقيات سامية بها انحطاط خلقى
تحفيز الآخرين إجبارهم
فتح مجال التواصل إغلاق أبواب التواصل
اتباع القلب اتباع المال، أو السلطة، أو الطمع
تحديد رؤية وهدف ضبط الأمور حسب الظروف
مساعدة الناس على التطور تطور الأنا أو الحساب البنكى
العمل من أجل صالح الآخرين العمل من أجل المصلحة الذاتية
مساعدة المجتمع مساعدة النفس فقط
الحضور:
ما الذى يشع منك؟
حين تبدى حضوراً مصطنعاً، فإنك تزيف ذاتك، وحين تدعى الشغف أو الثقة، لن ينخدع بذلك أحد، فالناس دائماً ما سيحكمون عليك من خلال مظهرك، وحضورك، وسلوكك. فهل تحاول أن تكون شيئاً أو شخصاً لست هو في حقيقة الحال؟ يستطيع الناس إدراك أى حضور مصطنع، والحضور الصادق المناسب يعد قوة لك، وحضورك هو مفتاحك لاكتساب كاريزما فورية.
مهارات الحضور الرئيسية:
• الشغف
• الثقة
• الإنسجام
• التفاؤل
• القوة الإيجابية
• الطاقة والتوازن
• روح الدعابة والسعادة
الشغف:
بث الطاقة الصافية …
إن الأشخاص الذين يعرفون إلى أين يتجهون قادرون على جذب الآخرين إليهم، لأنهم يتمتعون بالشغف ومن ثم الكاريزما، ويمكنك تمييزهم حين تقابلهم أو حين يدخلون مكاناً أنت فيه، وينجذب إليهم الآخرون، لأن الناس يريدون من أعماقهم الشغف بشئ ما، وحين يرى الآخرون هذا الشغف في عينيك، فإنك تصبح أكثر كاريزما بالنسبة لهم، فيراودهم شعور بأنك قادر على مساعدتهم وتحسين حياتهم، وهذا ليس ضمانًا بأن الجميع سيحبونك، ولكنك ستنال احترام الآخرين لما تبديه من إيمان وحب.
الثقة:
القناعة أمر معدٍ …
الثقة هى صفة تزيد من الكاريزما الخاصة بك وتجذب الناس إليك، ويحب الناس أن يتبعوا ويتأثروا بأشخاص يثقون بأنفسهم وقدراتهم، ويعانى معظم الأشخاص الذين تقابلهم فى حياتك فيما يتعلق بالثقة بأنفسهم، ولكن ثقتك العالية ستعوض ما لديهم من نقص فيها، فالثقة تولد المزيد من الثقة، وإبرازك للثقة في مجالك، وفى صناعتك، وفى حياتك، يزيد من ثقة الآخرين فيك، فإن الأشخاص الذين تعجب بهم وتتطلع إلى رفقتهم باستمرار هم أولئك الصنف من الناس الذين يعرفون ما يريدونه ويملكون الثقة لتحقيقه.
الإنسجام:
الفعل فى مقابل النية …
يعد الإتفاق والإنسجام بين ما تقوله وما تفعله أمراً ضرورياً لترسيخ الثقة وخلق الكاريزما، فكلما إزددت اتساقاً وانسجاماً في كل جوانب رسالتك، بدوت للآخرين أكثر صدقاً وأصالة، وإن لم تؤمن برسالتك، فلن يؤمن الآخرون بها، وعندما تطبق ما تعظ به، وحين تحقق الاتساق، فإنك تصبح جديراً بالثقة، وهذه الثقة هى ما يساعدك على تعظيم الكاريزما الخاصة بك وجذب الناس إليك، وحين تمتلك الاتساق، فلن تكون مضطراً للمراوغة، أو التوارى، أو التمويه فى سلوكك أو رسالتك.
التفاؤل:
ضبط التوجهات …
إن الغالبية العظمى من المديرين التنفيذيين الأغنياء والناجحين يعزون نجاحهم لتفاؤلهم وللتوجه الذى ينتهجونه أكثر من أى عامل آخر، فكيف يمكنك تحفيز الناس ونقل الكاريزما الخاصة بك إليهم، إذا لم تكن تملك التوجه الصحيح والنظرة المتفائلة للمستقبل؟ فتوجهك حيال المطر الذى قد يهطل أثناء عطلتك فى هاواى من الممكن إما أن يفسد عليك عطلتك أو يجعلها أكثر متعة ولا يمكن محوها من الذاكرة، ويخبرك التفاؤل بأن مشكلاتك مجرد أمر عارض، أما التشاؤم فيخبرك بأن مشكلاتك قدر دائم لا فكاك منه.
القوة الإيجابية:
الإكراه ليس كاريزما …
"إننى أفضِّل إقناع الشخص بالتقدم، لأنه بمجرد اقتناعه سوف يلتزم، أما إن خوفته، فسيبقى ملتزماً طالما دام خوفه، ثم لا يلبث أن يتخلى عن إلتزامه بعد ذلك"
-الجنرال"دوايت ديفيد آيزنهاور"
تأتى القوة فى أشكال كثيرة، وتزيد بعض أشكال القوة من الكاريزما الخاصة بنا وقدرتنا على التأثير، وعندما يكون لدينا أشكال شرعية للقوة، يكون الناس أكثر استعداداً ورغبة فى التحرك، وعندما تستخدم القوة بشكل خاطئ فإنها سترتد عليك فى المدى الطويل.
الطاقة والتوازن:
الصحة المفعمة بالحيوية …
إنك ترى هذا الأمر، وتشعر به، فعندما تكون برفقة شخص كاريزمى، فإنك لا تشعر بطاقته وحسب، ولكنها تنتقل إليك أيضاً، وهناك الكثير جداً من الأشخاص الذين يظهرون بمستوى متدنياً من الطاقة ينفر منهم فعليًّا الأشخاص الذين يريدون التأثير عليهم، ومن المحتمل أن تكون قد جلست ذات مرة بجوار شخص مثل هذا، وربما حتى لم تتبادل الحديث معه، لكنك شعرت بأنه يستنزف طاقتك.
روح الدعابة والسعادة:
إنها تنبع من الداخل …
عندما تتمتع بالكاريزما الحقيقية، فإنك تكون سعيداً وتشع السعادة منك، ويبحث الكثير من الناس عن تلك السعادة، والتى ما إن يشعروا بها فيك، حتى ينجذبوا إليك مباشرة، فهذا يعنى أنك تحب الحياة وتستمتع بها وأن الآخرين يحبون أن يكونوا حولك، فأنت تجذب الناس إليك، وهناك آخرون قد يعرفون السعادة بأنها الشهرة أو الحظ أو النجاح أو الثراء، لكن لاحظ أن كل واحد من تلك العناصر هو عنصر خارجي، فما يحصل فى داخلك هو أكبر مقياس للسعادة.
تم النشر بواسطة : هدى حسين