من هم أفضل الشخصيات التى تأتى بعد محمد عليه الصلاة والسلام


من هم أفضل الشخصيات التى تأتى بعد محمد عليه الصلاة والسلام


أفضل 100 شخصية






 إسحاق نيوتن. (1642_1727)



إسحاق نيوتن هو أعظم العلماء أثراً فى تاريخ الإنسانية، ولد يوم الكريسماس سنة 1642 ، وهى نفس السنة التى توفى فيها الفلكى الإيطالى جاليليو، إسحاق نيوتن ولد بعد وفاة أبيه.


ولم تظهر عليه ملامح الذكاء وهو طفل، ولكن ظهرت براعته فى قدرته على استخدام يديه، فظنت أمه أنه من الممكن أن يكون ملاحاً بارعاً أو نجاراً نشطاً، فأخرجته من المدرسة، بعد أن شكا مدرسوه أنه لا يهتم كثيراً بما يقولون.


ولكنه لم يكد يبلغ الثانية عشرة من عمره حتى أخذ يقرأ بلهفة كل شئ.. وحتى دخل جامعة كامبريدج، وفى الجامعة قرأ كل ما وقع تحت يديه من الكتب

وفى الحادية والعشرين من عمره أرسى كل أسس النظريات التى زلزلت العلم الحديث بعد ذلك.


وكان نيوتن يصوغ نظرياته سراً، ولم يعلن عنها إلا بعد أن اكتملت تماماً، وبعد أن جربها وثبت له أنها صحيحة مائة فى المائة، وأولى نظرياته هى الخاصة بالضوء، فهو أول من اهتدى إلى أن الضوء مكون من كل ألوان الطيف !


 كما أنه درس قوانين انعكاس الضوء وانكساره.


وصنع أول تلسكوب عاكس فى 1668، وهو نفس التلسكوب المتطور الذى يستخدم فى المراصد الفلكية اليوم.

وواحد من أعظم اكتشافاته هو حساب التفاضل والتكامل الذى اهتدى إليه وهو فى الحادية والعشرين من عمره، وهو أساس لكل العلوم النظرية الحديثة، وإذا لم يكن قد ابتدع إلا هذا فقط، فإنه يكفيه فخراً وشرفاً، ويضعه فى مكانه من هذه القائمة.


ولكن أعظم اكتشافاته كلها هو قوانين الحركة والجاذبية العامة.. ولو نظرنا إلى العلوم التى فكر فيها الإنسان فى عصر نيوتن، نجد أنه هو أعظم الذين أضافوا إليها من عبقريته.

ربما كان الساسة والمصلحون أبرز أثراً فى حياة الناس بعد نيوتن، ولكن المهم هو أن حياة الناس قد أصبحت شيئاً آخر بعد ظهور نيوتن، فهو أعظم العلماء أثراً فى فكر الإنسان وفى حياته، توفى 1727 وكان أول من دفن فى مقابر العظماء فى لندن.



المسيح عليه السلام  (6 ق.م_30م)



أثر المسيح عليه السلام على البشرية قوى ضخم، ولا أحد يناقش فى أن يكون وضعه عند قمة هذه القائمة، والسؤال: كيف أن المسيح وهو صاحب أكثر الأديان أثراً فى الإنسانية لم يكن أول هذه القائمة؟

ولا شك أن المسيحية بمرور الوقت، أصبحت أكبر الديانات عدداً، وعلى كل فليس المهم فى هذه الدراسة هو أثر الديانة فى الناس، ولكن أثر أصحاب هذه الديانة فيهم، والديانة المسيحية تختلف عن الإسلام، فالمسيحية لم يؤسسها شخص واحد وإنما أقامها إثنان : المسيح عليه السلام والقديس بولس، ولذلك يجب أن يتقاسم شرف إنشائها هذان الرجلان.


فالمسيح عليه السلام قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية، وكذلك نظرتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الإنسانى، أما مبادئ اللاهوت فهى من صنع القديس بولس، فالمسيح هو صاحب الرسالة الروحية، ولكن القديس بولس أضاف إليها عبادة المسيح، كما أن القديس بولس هو الذى ألف جانباً كبيراً من "العهد الجديد" وكان المبشر الأول للمسيحية فى القرن الأول الميلاد.


وقد توفى المسيح عليه السلام وهو مايزال شاباً (على خلاف محمد صلى الله عليه وسلم وبوذا) وترك المسيح وراءه عدداً من الحواريين، وعند وفاة المسيح ألف أتباعه طائفة يهودية صغيرة، ولكن القديس بولس هو الذى جعل هذه الفئة الصغيرة هيئة كبيرة نشطة شملت اليهود وغير اليهود، حتى أصبحت المسيحية واحدة من الديانات الكبرى..


ولهذه الأسباب فإن عدداً من الباحثين يرون أن مؤسس هذه الديانة المسيحية هو القديس بولس، وليس السيد المسيح، وهذا يؤدى إلى أن نضع القديس بولس قبل السيد المسيح فى هذه القائمة، وليس واضحاً ما كان سيؤول إليه أمر المسيحية، لولا القديس بولس، ولكن من المؤكد أيضاً أنه لا مسيحية بغير المسيح ! 


وليس من المنطق فى شئ أن يكون السيد المسيح نفسه مسؤولاً عن الذى أضافته الكنيسة أو رجالها إلى الديانة المسيحية، فكثير مما أضافوه يتنافى مع تعاليم المسيح نفسه، فالحروب بين المسيحيين، وذبح المسيحيين لليهود، تناقض تماماً كل الذى دعا إليه السيد المسيح، ويستحيل أن يقال أن السيد المسيح هو الذى أوصى بهذا كله.


وإذا كانت العلوم تطورت فى العالم الغربى المسيحى، فليس من المنطق أن يقال أن المسيحية هى المسؤولة عن نهضة العلوم فى العشرين قرناً الماضية، فلم نجد فى شروح رجال الدين المسيحى، من يقول إن المسيحية تدعو إلى التأمل فى الكون أول الدعوة إلى التفكير العلمى، ومن المؤكد أن تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية، قد صاحبه فى نفس الوقت انحطاط رهيب المستوى للتكنولوجيا والإهتمام بالعلم.


أما نهضة العلوم فى أوروبا فترجع فى الحقيقة إلى أن هناك شيئاً ما فى الحضارة الأوروبية والتراث الفكرى، يناسب الأسلوب العلمى فى التفكير، وهذا الشئ ليس من تعاليم السيد المسيح، وإنما هو التفكير العقلى الإغريقى، ممثلا فى مؤلفات الفيلسوف أرسطو وهندسة إقليدس، ولم ينتعش العلم فى أوروبا فى عصر المد المسيحى، ولكن فى عصر النهضة، تلك الفترة التى عاودت فيها أوروبا تقديم كل ما سبق الديانة المسيحية من تراث إنسانى.



أما قصة حياة السيد المسيح، فهى معروفة كما وردت فى العهد الجديد، وإن كانت تجدر الإشارة إلى جوانب منها، وأكثر المعلومات عن حياة السيد المسيح ليست مؤكدة.


ونحن لسنا على يقين من إسمه الحقيقى، وأغلب الظن أنه يحمل الاسم اليهودى المعروف وهو يشوع، وسنة ميلاده ليست مؤكدة، وإن كان يقال إنه قد ولد قبل السنة التى أجمع عليها رجاله بست سنوات، حتى سنة وفاته التى أجمع عليها حواريوه، ليست معروفة ولا مؤكدة، كما أن المسيح لم يترك وراءه ورقة واحدة مكتوبة، وكل ما لدينا من معلومات عن حياته إنما هو مستمد من  "العهد الجديد".


ومما يؤسف له حقاً أن الأناجيل يناقض بعضها البعض. مثلا : نجد أن إنجيل ( مىّ ) وإنجيل ( لوقا ) يتناقضان فى إيراد الكلمات الأخيرة للسيد المسيح، وإن كانت هذه الكلمات مأخوذة حرفياً من التوراة أى العهد القديم.


وليس من قبيل الصدفة أن يكون السيد المسيح كلمات مقتبسة من التوراة فمؤسس المسيحية يهودى، ويهودى مخلص.. وقد أشير كثيراً إلى أن السيد المسيح كان يشبه من وجوه كثيرة أنبياء اليهود الذين جاءوا فى التوراة، كما أنه كان قد تأثر بهم أعمق الأثر، ويسوع كالأنبياء .. كان عميق الأثر فى الناس حوله، وكان فى غاية الشجاعة بكل معانى وأعماق هذه الكلمة.


وهو على خلاف محمد عليه الصلاة والسلام، لم يمارس السياسة ولا السلطة الدينية، فلم يكن ليسوع أى دور سياسى فى حياته، ولا كان للمسيحية أثر سياسى فى للمسيحية، ولو طبقت هذه المبادئ ماترددت لحظة واحدة فى أن أضع المسيح فى أول هذه القائمة..


ولكن الحقيقة أنها لم تلق رواجاً واسعاً بين الناس، ولا حتى هى مقبولة عند الناس، فأكثر المسيحيين يرون أن الدعوة لأن "نحب أعداءنا" .. إسراف فى المثالية لا يمكن تطبيقه إلا فى عالم خيالى، ونحن عادة لا نطبق هذا المبدأ، ولا نتوقع من الآخرين أن يفعلوا ذلك، ولا حتى ننصح أطفالنا بأن يمشوا على هداه، وكذلك معظم تعاليم السيد المسيح ظلت محيرة، كما أنها نصائح لم يحاول تطبيقها كثيرون !


تم النشر بواسطة : هدى حسين


تعليقات